کد مطلب:222782 شنبه 1 فروردين 1394 آمار بازدید:341

هذا الکتاب
بسم الله الله الرحمن الرحیم

ان عقیدتنا فی أئمة أهل البیت علیهم الصلاة و السلام: هم الصفوة التی اختارهم الله تبارك و تعالی: أعلاماً لعباده، و اجتباهم هداة لخلقه، و ورثة لنبیه، و أئمة لعباده، و حكاماً علی خلقه؛ و هم سدنة الرسالة المحمدیة و القائمون علیها. عنهم تؤخذ الأحكام، و یعرف الحلال من الحرام؛ فهم الأدلاء الی الله، و القادة الیه، و الدعاة الی دینه، و الموضحون لمنهجه؛ عندهم علم الكتاب و ما جاءت به السور.

أمر الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله و سلم الأمة باتباعهم و طاعتهم، و الامتثال لأمرهم، لكن المسلمین تزاحموا بعد وفاة الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله و سلم علی هذا الأمر، و النبی صلی الله علیه و آله و سلم بعد لما یقبر، زعموا خوف الفتنة و فی الفتنة سقطوا.

زوی المسلمون الخلافة عن أهل البیت علیهم الصلاة و السلام، و أخذت تتقلب فی أیدی غیرهم حتی وصلت الی معاویة بن أبی سفیان - أعدی الناس للاسلام و الرسول - و لم یكتف القدر بهذا حتی انتهت الی یزید الفجور و الرذیلة، ثم استمرت فی بنی الوزغ سبعین عاماً.

و قام من بعدهم بنوالعباس، فاستبدل الناس بالظلم ظلماً، و بالجور جوراً. هذا و الأئمة علیهم السلام أجلاس بیوتهم، لیس لهم أمر و لا نهی، و رحم الله أبافراس حیث یقول:



بنو علی رعایا فی دیارهم

و الأمر تملكه النسوان و الخدم



و لم یكتف الحكام الأمویون و العباسیون بتقمصهم الخلافة، مستأثرین بها علی أهل البیت، حتی أخذوا یتبعونهم قتلاً، و سجناً، و تشریداً.



[ صفحه 8]





كأن رسول الله من حكم شرعه

علی ولده أن یقتلوا أو یصلبوا



و لم یعبأ الأئمة علیهم السلام بهذه الشدة و الضراوة، التی قوبلوا بها، فاستمروا فی تبلیغ رسالتهم و هی اعلاء كلمة الله، و نشر المفاهیم الاسلامیة، و صد التیارات الفكریة الفاسدة، فقد ملؤوا الدنیا بعلومهم و معارفهم من أجل رفع رایة الاسلام خفاقة فی العالم.

و لا غرو أن كانوا كذلك، فهم یعتبرون أنفسهم أحق من غیرهم، لا بل هم المكلفون بعد الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله و سلم بنشر الاسلام، و المحافظة علی السنن و الشرائع المحمدیة.

و فی هذا الكتاب أشعة من حیاة الامام موسی بن جعفر علیه السلام، و استعراض لبعض ما ورد من عبادته و سیرته و احسانه، و ذكر الیسیر من حكمه و وصایاه... الخ.

نقدم هذا الكتاب أمام القراء الكرام آملین أن یعرف المسلمون من حقوق الأئمة علیهم السلام ما جهله السلف من الولایة لهم، و البغض لأعدائهم، ثم الأخذ بتعالیمهم، و اتباع و أوامرهم، و الانتهاء عن نواهیهم، لیؤدوا ما افترض الله و رسوله علیهم لاهل البیت علیهم السلام، و بذلك سعادة الدنیا و الآخرة (فبشر عباد الذین یستمعون القول فیتبعون أحسنه أولئك الذین هدئهم الله و أولئك هم أولوا الألبب).



[ صفحه 9]